فليس لأحدٍ أن يقول: إنَّ الخليلَ، وابنَ دريدٍ، والأزهريَّ، والصاحبَ ابنَ عبادً، والقاليَّ، ابنَ سيدة، لا يميِّزون الثنائي من الثُّلاثي أو الرُّباعي ومن ثَمَّ يقول: إن الأصول قد تداخلت عندهم؛ فهم يعرفون ذلك حقّ المعرفة وهم أرباب اللغة والصنعة.
ولنستمع إلى قول إمام اللغويين؛ وهو مبتدع هذا التقسيم: الخليل بن أحمد في مقدمة (العين) حيث قال عن الأول: "كلام العرب مبني على أربعة أصناف: على الثنائي، والثلاثي، والرباعي، والخماسي، فالثنائي على حرفين؛ نحو: قد، لَمْ، هل، لو، بل، ونحوه من الأدوات والزجر"٢.
وقال:"والثلاثي من الأفعال نحو قولك: ضرب، خرج ... والرباعي من الأفعال نحو: دحرج"٣.
١ ينظر: باب الثنائي من كتاب العين في كلًّ من: العين١/٦٢-٩٥، والجمهرة١/٥٣-١٧٢، والتهذيب١/٥٥-١٢٣، والمحكم١/١٩-٥٥. ٢ العين١/٤٨. ٣ العين١/٤٨.