فصل: وتكون الإضافة على معنى "اللام" بأكثرية؛ وعلى معنى "من" بكثرة، وعلى معنى "في" بقلة١.
وضابط التي بمعنى "في": أن يكون الثاني ظرفا للأول؛ نحو:{مَكْرُ اللَّيْلِ} ٢، و {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ} ٣.
والتي بمعنى "من": أن يكون المضاف بعض المضاف إليه وصالحا للإخبار به عنه٤؛ كـ"خاتم فضة"؛ ألا ترى أن الخاتم، بعض جنس الفضة، وأنه يقال: هذا الخاتم فضة.
١ للنحاة في معنى الإضافة عدة مذاهب منها: أ- ذهب أبو حيان إلى أن الإضافة، ليست على معنى حرف أصلا، ولا هي على نية حرف. ب- وذهب أبو إسحاق الزجاج وأبو الحسن بن الصائغ إلى أن الإضافة، تكون على معنى اللام فقط. ج- وذهب الجمهور إلى أن الإضافة، تكون على معنى اللام أو على معنى من، ولا تكون على معنى في. د- ورأى ابن مالك -تبعا لطائفة من النحاة- وتبعه شارحو كلامه؛ ومنهم ابن هشام الأنصاري أن الإضافة، تجيء على معنى أحد حروف ثلاثة؛ وهي اللام، ومن، وفي. انظر شرح التصريح: ٢/ ٢٥-٢٦. ٢ ٣٤ سورة سبأ، الآية: ٣٣. موطن الشاهد: {مَكْرُ اللَّيْلِ} . وجه الاستشهاد: مجيء الإضافة بمعنى في؛ حيث وقع المكر مضافا والليل مضافا إليه؛ والليل ظرف للمكر؛ والتقدير: مكر في الليل. ٣ ١٢ سورة يوسف، الآية: ٣٩، ٤١. موطن الشاهد: {صَاحِبَيِ السِّجْنِ} . وجه الاستشهاد: مجيء الإضافة بمعنى في؛ حيث وقع "صاحبي" مضافا، والسجن مضافا إليه؛ ومعلوم أن السجن ظرف مكان لـ"صاحبي"؛ والتقدير: يا صاحبان في السجن. ٤ أي: يصح الإخبار بالمضاف إليه عن المضاف.