لاستهجانه كقول عائشة١ رضي الله عنها:"ما رأى مني ولا رأيت منه"٢ أي: العورة.
[متى يمتنع حذفه؟] :
وقد يمتنع حذفه؛ كأن يكون محصورا، نحو:"إنما ضربت زيدا"، أو جوابا كـ:"ضربت زيدا" جوابا لمن قال: "من ضربت"؟ ٣.
[جواز حذف ناصب المفعول] :
فصل: وقد يحذف ناصبه إن علم، كقولك لمن سدد سهما "القرطاس" ولمن تأهب لسفر "مكة" ولمن قال: من أضرب "شر الناس" بإضمار: تصيب، وتريد، واضرب.
[وجوب حذف ناصب المفعول] :
وقد يجب ذلك كما لا في الاشتغال، كـ:"زيدا ضربته"٤ والنداء، كـ: "يا
١ هي: أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد موت خديجة بثلاث سنوات، وكانت أحب نسائه إليه، ولم يتزوج بكرا غيرها. توفيت سنة ٥٨ هـ. ٢ هذا الكلام للسيدة عائشة رضي الله عنها وتعني بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-. موطن الشاهد: "ما رأى مني ولا رأيت منه". وجه الاستشهاد: حذف المفعول به؛ لأن التقدير: في الموضعين "العورة"؛ فحذف المفعول لاستهجانه؛ وحكم الحذف الجواز عند وجود القرينة الدالة على المراد. ٣ بقي أنه قد يجب حذف المفعول ولا يجوز ذكره، وذلك كما في باب التنازع إذا أعملت ثاني العاملين في الاسم المتنازع فهي وكان الأول يحتاج إلى منصوب: نحو أن تقول "ضربت وضربني زيد" إذ لو أعملت العامل الأول في ضمير الاسم المتنازع فيه؛ لعاد الضمير على متأخر من غير ضرورة. ٤ لأنه لا يجمع بين المفسر والمفسر له.