للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التوحيدي١، أو من نحو ذلك٢.

وهؤلاء في الحقيقة من جنس الباطنيّة الإسماعيليّة٣، لكنّ أولئك


١ أبو حيان علي بن محمد بن العباس التوحيدي. فيلسوف متصوّف معتزلي. قال أبو الفرج ابن الجوزي: "زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وأبو حيان التوحيديّ، وأبو العلاء المعري. وأشدّهم على الإسلام أبو حيّان؛ لأنّهما صرّحا وهو محجم ولم يُصرّح". وقال الذهبي عنه: "نسب نفسه إلى التوحيد؛ كما سمّى ابن التومرت أتباعه بالموحدين، وكما يُسمي صوفية الفلاسفة نفوسهم بأهل الوحدة، وبالاتحاديّة". مات مستتراً فقيراً عن نيف وثمانين عاماً، وأحرق كتبه، ولم يسلم منها غير ما نقل قبل الإحراق. من كتبه: المقايسات والصراحة، والصديق، والإمتاع والمؤانسة، وغيرها. مات سنة ٤٠٠ ?.
انظر: سير أعلام النبلاء ١٧١١٩-١٢٣. وطبقات الشافعية للسبكي ٥٢٨٦. والأعلام ٤٣٢٦.
٢ قال شيخ الإسلام رحمه الله: "والغزالي في كلامه مادة فلسفية كبيرة، بسبب كلام ابن سيناء في الشفاء، وغيره، ورسائل إخوان الصفا، وكلام أبي حيان التوحيدي ... وكلامه في الإحياء غالبه جيّد، لكن فيه موادّ فاسدة؛ مادة فلسفية، ومادة كلامية، ومادة من ترهات الصوفية، ومادة من الأحاديث الموضوعة". مجموع الفتاوى ٦٥٤-٥٥.
وانظر: المصدر نفسه ٤٦٣-٦٤. وبغية المرتاد ص ٤٤٩. وسير أعلام النبلاء ١٩٣٤١. ودرء تعارض العقل والنقل ٦٢٤٢.
٣ الإسماعيليّة: نسبة إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق. وهم إحدى فرق الباطنية الذين جعلوا لكل ظاهر من الكتاب باطناً، ولكلّ تنزيل تأويلاً، ويخلطون كلامهم ببعض كلام الفلسفة، ويدّعون من الإلهيّة في علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره كدعوى النصيريّة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله عنهم: "الإسماعيليّة أخذوا من مذاهب الفرس، وقولهم بالأصلين: النور والظلمة وغير ذلك أموراً، وأخذوا من مذاهب الروم من النصرانية، وما كانوا عليه قبل النصرانية من مذهب اليونان وقولهم بالنفس والعقل وغير ذلك. ومزجوا هذا بهذا، وسمّوا ذلك باصطلاحهم السابق والتالي، وجعلوه هو القلم واللوح، وأنّ القلم هو العقل". منهاج السنة النبوية ٨١٥.
وانظر: الجواب الصحيح ٢٤٠٣-٤٠٤. ومجموع الفتاوى ٧٥٠٢، ٥٠٣. ودرء تعارض العقل والنقل ١٠-١١. وانظر: أيضاً: الملل والنحل للشهرستاني ١١٩١-١٩٨. والفرق بين الفرق للبغدادي ص ٦٢-٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>