للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وهؤلاء، وهؤلاء] ١ تحيّروا في خلق الشيء من مادة؛ كخلق الإنسان من النطفة، والحب من الحب، والشجرة من النواة، وظنّوا أنّ هذا لا يكون إلا مع بقاء أصل تلك المادّة؛ إمّا الجواهر عند قوم٢، وإمّا المادّة المشتركة عند قوم٣. وهم في الحقيقة يُنكرون أن يخلق الله شيئاً من شيء؛ فإنّه عندهم لم يُحدِث إلا الصورة التي هي عرض عند قوم، أو جوهر عقليّ عند قوم. وكلاهما لم يخلق من مادّة، والمادّة عندهم باقية بعينها، لم يخلق، و [لن] ٤ يخلق منها شيء.

وقد ذكروا في قوله: {أَمْ خُلِقُوْا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} ٥ ثلاثة أمور:

قال ابن عباس والأكثرون: أم خُلقوا من غير خالق، وهو الذي ذكره٦ الخطابي٧.


١ كذا وردت في ((خ)) مكرّرة. ولا يوجد التكرار في النسختين الأخريين.
٢ وهم المتكلمون. انظر: شرح الأصفهانية ١٢٦٢. ومجموع الفتاوى ٥٤٢٤-٤٢٥.
٣ وهم الفلاسفة. انظر: منهاج السنة النبوية ١٣٦٠. وشرح الأصفهانية ١٢٦٢.
٤ في ((خ)) : لم. وما أثبته من ((م)) ، و ((ط)) .
٥ سورة الطور، الآية ٣٥.
٦ في ((خ)) : ذكر. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٧ هو حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي، أبو سليمان. فقيه، مُحدِّث، من أهل بست من بلاد كابل، من نسل زيد بن الخطاب. له معالم السنن في شرح سنن أبي داود، وغريب الحديث، والغنية عن الكلام وأهله. توفي في بست سنة ٣٨٨ ?. انظر: شذرات الذهب ٢١٢٧. والبداية والنهاية ١١٣٤٦. والأعلام ٢٢٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>