وتقريبه، فهي تتضمَّن الخبر، والطلب، وسمي هذا السؤال والدعاء منا نحن: صلاة عليه لوجهين:
أحدهما: أنه يتضمن ثناء المصلي عليه، والإشادة بذكر شرفه، وفضله، والإرادة، والمحبة لذلك من الله تعالى، فقد تضمنت الخبر، والطلب.
والوجه الثاني: أن ذلك سُمِّي منا صلاة لسؤالنا من الله أن يصلي عليه، فصلاة الله عليه وثناؤه، وإرادته لرفع ذكره، وتقريبه، وصلاتنا نحن عليه: سؤالنا الله تعالى أن يفعل ذلك به" (١).
وذكر الحافظ ابن حجر ﵀ عن جماعة أقوالًا في شرح معنى صلاة الله عليه بالمغفرة، وبالرحمة، ثم قال ﵀: "وأولى الأقوال ما تقدم عن أبي العالية: أن معنى صلاة الله على نبيه: ثناؤه عليه، وتعظيمه، وصلاة الملائكة وغيرهم عليه طلب ذلك له من الله تعالى، والمراد: طلب الزيادة، لا طلب أصل الصلاة" (٢)، وقال أيضًا: "وقال الحليمي في الشعب: معنى الصلاة على النبي ﷺ: تعظيمه، فمعنى قولنا: اللهم صل على محمد: عظم محمدًا، والمراد: تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دينه، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بإجزال مثوبته، وتشفيعه في أمته، وإبداء فضيلته بالمقام المحمود، وعلى هذا فالمراد بقوله تعالى:"صلوا عليه: ادعوا ربكم بالصلاة عليه. انتهى"(٣)
• قوله:"وعلى آل محمد": الآل: تأتي للأتباع على الدين، ويدل على ذلك قول الله ﷿: ﴿ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب﴾ [غافر: ٤٦]، وإذا قرن الآل بالأتباع كقولنا: "آله وأتباعه، فيُراد بالآل: المؤمنون من قرابته، وكذلك إذا قرن الآل،
(١) جلاء الأفهام (ص ١٦٢). (٢) فتح الباري (١١/ ١٥٦). (٣) فتح الباري (١١/ ١٥٦).