وكذلك لما أخبر الله أن الأصنام التي تعبد هي وعابدوها ححب جهنم. قاس ابن الزعبري (٢) - قبل أن يسلم - هو وغيره من المشركيين - عيسى بها وقالوا فيجب أن يعذب عيسى؟ (٣).
ثم قال: ﴿إنْ هُوَ إلَّا عَبْدٌ أنْعَمْنا عَلَيْهِ وجَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِي إسْرائيلَ﴾ [الزخرف]. وبين تعالى الفرق بقوله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (١٠١)﴾ [الأنبياء] بيَّن أن من كان صالحًا نبيًّا أو غير نبي لم يعذب لأجل من أشرك به وعبده وهو بريء من إشراكهم به.
وأما الأصنام فهي حجارة تجعل حصبًا للنار، وقد قيل إنها من الحجارة التي قال الله: ﴿وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم] وقال تعالى: ﴿فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾ [الجن].
والمقصود هنا أن يعرف أن ما مضت به سُنَّته وكان عليه خلفاؤه
(١) انظر سبب نزول الآية في: تفسير الطبري (٨/ ١٥ - ١٩). (٢) عبد الله بن الزعبري - بكسر الزاي الموحدة وسكون المهملة بعدها راء مقصورة - ابن قيس القرشي السهمي: كان من أشهر قريش، وكان شديدًا على المسلمين، ثم أسلم في الفتح ومدح النبي ﷺ. الإصابة (٢/ ٣٠٠). (٣) انظر: سبب النزول في تفسير ابن كثير (٤/ ١٣١).