فبشر: عطف بيان من البكري. "وليس أن يبدل" منه "بالمرضي" لامتناع "أنا الضارب زيد". نعم، الفراء يُجيزه، فيُجيز الإبدال.
تنبيه: يتعين أيضًا العطف، ويمتنع الإبدال، في نحو:"هند ضربت زيدًا أخاها"، و"زيد جاء الرجل أخوه" لأن البدل في التقدير من جملة أخرى فيفوت الربط من الأولى، بخلاف العطف.
"الفرق بين عطف البيان والبدل":
خاتمة: يفارق عطف البيان البدل في ثماني مسائل:
الأولى: أن العطف لا يكون مضمرًا ولا تابعًا لمضمر؛ لأنه في الجوامد نظير النعت في المشتق، وأما قول الزمخشري: إن {أَنِ اُعْبُدُوا اللَّه} ١ بيان للهاء في {إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِه} ٢ فمردود.
الثانية: أن البيان لا يخالف متبوعه في تعريفه وتنكيره كما مر.
الثالثة: أنه لا يكون جملة، بخلاف البدل، فإنه يجوز فيه ذلك، كما سيأتي.
الرابعة: أنه لا يكون تابعًا لجملة، بخلاف البدل.
الخامسة: أنه لا يكون فعلًا تابعًا لفعل، بخلاف البدل.
السادس: أنه لا يكون بلفظ الأول، بخلاف البدل؛ فإنه يجوز فيه ذلك بشرطه الذي ستعرفه في موضعه، هكذا قال الناظم وابنه، وفيه نظر.
= مرفوع. والفاعل: هي، والهاء: ضمير في محل نصب مفعول به. وقوعًا: حال منصوب. وجملة "أنا ابن ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "عليه الطير" الاسمية في محل نصب حال. وجملة "ترقبه وقوعًا" الفعلية في محل نصب حال. وفي البيت شاهدان أولهما قوله: "التارك البكري" حيث أضاف معرفًا بـ"أل" إلى معرف بـ"أل" تشبيهًا بـ"الحسن الوجه"؛ لأنه مثله في الاقتران بـ"أل". وثانيهما قوله: "التارك البكري بشر"، فإن قوله: "بشر" عطف بيان على قوله: "البكري"، ولا يجوز أن يكون بدلًا؛ لأن البدل على نية تكرار العامل، فكان ينبغي لكي يصح أن يكون بدلًا أن يحذف المبدل منه ويوضع البدل مكانه، فتقول: "التارك بشر"، ويلزم على هذا إضافة اسم مقترن بـ"أل" إلى اسم خال منها، وذلك غير جائز. ١ المائدة: ١١٧. ٢ المائدة: ١١٧.