أنفسُهن أو أعينُهن" ولا يجوز أن يؤكد بهما مجموعين على "نفوس" و"عيون"، ولا على "أعيان"، فعبارته هنا أحسن من قوله في التسهيل: "جمع قلة" فإن "عينًا" تجمع جمع قلة على "أعيان"، ولا يؤكد به.
تنبيه: ما أفهمه كلامه من منع مجيء "النفس" و"العين" مؤكدًا بهما غير الواحد -وهو المثنى والمجموع- غير مجموعين على "أفعل" هو كذلك في المجموع.
وأما المثنى فقال الشارح -بعد ذكره أن الجمع فيه هو المختار- ويجوز فيه أيضًا الإفراد، والتثنية.
قال أبو حيان: ووهم في ذلك؛ إذا لم يقل أحد من النحويين به.
وفيما قاله أبو حيان نظر، فقد قال ابن إياز في شرح الفصول، ولو قلت: "نفساهما" لجاز، فصرح بجواز التثنية.
وقد صرح النحاة بأن كل مثنى في المعنى مضاف إلى متضمنه يجوز فيه الجمع، والإفراد، والتثنية، والمختار الجمع، نحو:{فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} ١ ويترجح الإفراد على التثنية عند الناظم، وعند غيره بالعكس، وكلاهما مسموع كقوله "من الطويل":
٧٩٦-
حمامة بطن الواديين ترنمي ... "سقاك من الغر الغوادي مطيرها"
١ التحريم: ٤. ٧٩٦- التخريج: البيت للشماخ في ملحق ديوانه ص٤٣٨، ٤٤٠؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٨٦؛ وللمجنون في ديوانه ص١١٣؛ ولتوبة بن الحمير في الأغاني ١١/ ٩٨؛ والدرر ١/ ١٥٤؛ والشعر والشعراء ١/ ٤٥٣؛ وبلا نسبة في المقرب ٢/ ١٢٩؛ وهمع الهوامع ١/ ٥١. اللغة: الترنم: مد الصوت للتطريب. الغوادي: ج الغادية، وهي التي تجيء عند الغداة. المطير: الماء. الإعراب: حمامة: منادي منصوب، وهو مضاف. بطن: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. الواديين. مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. ترنمي: فعل أمر مبني على حذف النون، و"الياء": ضمير في محل رفع فاعل. سقاك: فعل ماض، و"الكاف": ضمير متصل فيمحل نصب مفعول به. من الغر: جار ومجرور متعلقان بـ"سقاك". الغوادي. نعت "الغر" مجرور. مطيرها: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ترنمي": استئنافية لا محل لها من الإعراب وجملة "سقاط: لا محل لها من الإعراب لأنها دعائية. الشاهد فيه قوله: "بطن الواديين" حيث ورد المضاف "بطن" مفردًا باللفظ، ومثنى بالمعنى لأن المضاف إليه مثنى "الواديين"، ولكل واد بطن. وذلك منعًا لاستثقال اللفظ، والأصل أن يقال: "حمامة بطني الواديين" كما أن المقصود من المعنى مفهوم لدى السامع.