وقالوا:"كيف أنت وقصعة من ثريد"، والأصل: ما تكون وزيدا، وكيف تكون وقصعة؛ فاسم "كان" مستكن، وخبرها ما تقدم عليها من اسم استفهام، فلما حذف الفعل من اللفظ انفصل الضمير.
تنيهان: الأول: من ذلك أيضا قوله "من الكامل":
٤٣٩-
أزمان قومي والجماعة كالذي ... لزم الرحالة أن تميل مميلا
فـ"الجماعة": نصب على المعية بفعل كون مضمر، والتقدير: أزمان كان قومي والجماعة، كذا قدره سيبويه.
الثاني: في قوله "بعض العرب" إشارة إلى أن الأرجح في مثل ما ذكره الرفع بالعطف.
٣١٤-
والعطف إن يمكن بلا ضعف أحق ... والنصب مختار لدى ضعف النسق
٣١٥-
والنصب إن لم يجز العطف يجب ... أو اعتقد إضمار عامل تصب
"والعطف إن يمكن بلا ضعف" من جهة المعنى أو من جهة اللفظ "أحق" وأرجح من
٤٣٩- التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص٢٣٤؛ والأزهية ص٧١؛ وخزانة الأدب ٣/ ١٤٥، ١٤٨؛ والدرر ٢/ ٨٩؛ وشرح التصريح ١/ ١٩٥؛ والكتاب ١/ ٣٠٥؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٩٩؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص٤٠٥؛ والمقرب ١/ ١٦٠؛ وهمع الهوامع ١/ ١٢٢، ٢/ ١٥٦. شرح المفردات: الرحالة: سرج من جلود لا خشب فيه يتخذ للجري السريع. المميل: الانحراف. المعنى: يقول: أيام كان قومي والجماعة ثابتين على موقفهم القاضي بطاعة الخليفة، لا يعصون، ولا يشاركون في فتنة. الإعراب: "أزمان": ظرف زمان منصوب متعلق بفعل ورد سابقا. "قومي": اسم "كان" المحذوفة، أو فاعل لـ"كان" التامة، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "والجماعة": الواو للمعية، "الجماعة": مفعول معه منصوب. "كالذي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "كان"، أو بمحذوف حال من "قومي". "لزم": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "الرحالة": مفعول به منصوب. "أن": حرف نصب. "تميل": فعل مضارع منصوب، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". "مميلا": مفعول مطلق منصوب بالفتحة. وجملة "كان قومي ... " في محل جر بالإضافة. وجملة: "لزم" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "تميل" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "والجماعة": حيث نصبت على المعية بفعل كون مضمر، والتقدير: أزمان كان قومي والجماعة.