للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وأنشَدنا أبو عُمر الحَمَوي، إذنًا عن أبي حيان (١) قال: أَنْشَدَنا فخر الدِّين محمد بن مصطفى بن زكريا العسكري التُّرْكي (٢) لِنَفْسِهِ:

قيل اتَّخِذْ مَدْحَ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ … فِينا شعارَك إنَّ شِعْرَك رَيِّقُ

وعلى ثنائِك للبراعة بَهْجَةٌ … وعلى ثيابك للبراعَةِ رونَقُ (٣)

يا قُطْبَ دائِرَةِ الوُجُودِ بأسْرِه … لَوْلاكَ لم يَكُنِ الوُجُودُ المُطْلَقُ

مُذْ كُنْتَ أَوَّلَهُ وكنْتَ أَخِيرَهُ … في الخافِقَيْنِ لواء مَجْدِك يَخْفِقُ

كُلُ الوُجُودِ إلى جمالِكَ شاخِصٌ … فإذا اجْتَلاك فعَنْ جلالِكَ يُطْرِقُ (٤)

يا أوَّلًا من قبله ما فاته … يا آخرًا من بعده لم يلحَقُوا

كُنْتَ النَّبيَّ وآدَمٌ في طِينِهِ … ما كانَ يَعْلَمُ أيَّ خَلْقٍ يُخْلَقُ

فضلت بك الأرْضُ السَّماءَ لأنها … فيها ضرِيحُك وَهْوَ مِسْكٌ يَعْبقُ

ما اسم المدِينَةِ طيبةَ إلَّا لما … يُغْرِى لِطيِبك طِيبها المُسْتَنْشَقَ (٥)

وقال صاحِبُنا الشَّيْخُ العَلَّامَة أبو عبد الله محمد بن أَحْمَد بن علي بن جابر الهوَّاري الأنْدَلُسُي (٦) من قصيدةٍ طويلةٍ (٧):


(١) لعله أبو حيان الأندلسي، محمد بن يوسف بن حيان أَثِير الدين، صاحب التصانيف الشهيرة، التي منها (البحر المحيط)، و (ارتشاف الضرب من لسان العرب). توفي بالقاهرة سنة ٧٤٥ هـ. الوافي بالوفيات ٥/ ٢٦٧، البلغة ص ١٤٨، بغية الوعاة ١/ ٢٨٢.
(٢) ولد سنة ٦٣١ هـ، كان شيخًا فاضلًا من فقهاء الحنفية، له نظم ونثر، عمي في آخر عمره.
توفي سنة ٧١٣ هـ. الوافي بالوفيات ٥/ ٣١، الأعلام ٧/ ٩٩.
(٣) رواية البيت في الوافي بالوفيات ونكت الهميان:
وعلى بنانك للبراعة بَهجة … وعلى بيانك للبراعة رونق
(٤) في هذه الأبيات غلو مفرط، لا ينبغي لمسلم أن يعتقده أو يوافق الشاعر عليه.
(٥) الأبيات عدا السادس والثامن في الوافي بالوفيات ٥/ ٣١ - ٣٢، ونكت الهميان ص ٢٧٥.
(٦) شمس الدين، ولد سنة ٦٩٨ هـ. في المريَّة، بيان ضريرًا، شاعر متمكن وصفه ابن الخطيب بقوله: الشيخ أبو عبد الله صدر صدور الأندلس علمًا ونظمًا ونحوًا، ارتحل إلى المشرق مع صاحبه أحمد بن يوسف الرعيني. توفي سنة ٧٨٠ هـ، الإحاطة ٢/ ٣٣٠، نفح الطيب ١/ ١٦٢.
(٧) وهي تسمى الحُلَّة السِّيرا في مدح خير الورى، وعدد أبياتها ١٧٧ بيتًا وقد شرحها الرعيني =