كُلُ الوُجُودِ إلى جمالِكَ شاخِصٌ … فإذا اجْتَلاك فعَنْ جلالِكَ يُطْرِقُ (٤)
يا أوَّلًا من قبله ما فاته … يا آخرًا من بعده لم يلحَقُوا
كُنْتَ النَّبيَّ وآدَمٌ في طِينِهِ … ما كانَ يَعْلَمُ أيَّ خَلْقٍ يُخْلَقُ
فضلت بك الأرْضُ السَّماءَ لأنها … فيها ضرِيحُك وَهْوَ مِسْكٌ يَعْبقُ
ما اسم المدِينَةِ طيبةَ إلَّا لما … يُغْرِى لِطيِبك طِيبها المُسْتَنْشَقَ (٥)
وقال صاحِبُنا الشَّيْخُ العَلَّامَة أبو عبد الله محمد بن أَحْمَد بن علي بن جابر الهوَّاري الأنْدَلُسُي (٦) من قصيدةٍ طويلةٍ (٧):
(١) لعله أبو حيان الأندلسي، محمد بن يوسف بن حيان أَثِير الدين، صاحب التصانيف الشهيرة، التي منها (البحر المحيط)، و (ارتشاف الضرب من لسان العرب). توفي بالقاهرة سنة ٧٤٥ هـ. الوافي بالوفيات ٥/ ٢٦٧، البلغة ص ١٤٨، بغية الوعاة ١/ ٢٨٢. (٢) ولد سنة ٦٣١ هـ، كان شيخًا فاضلًا من فقهاء الحنفية، له نظم ونثر، عمي في آخر عمره. توفي سنة ٧١٣ هـ. الوافي بالوفيات ٥/ ٣١، الأعلام ٧/ ٩٩. (٣) رواية البيت في الوافي بالوفيات ونكت الهميان: وعلى بنانك للبراعة بَهجة … وعلى بيانك للبراعة رونق (٤) في هذه الأبيات غلو مفرط، لا ينبغي لمسلم أن يعتقده أو يوافق الشاعر عليه. (٥) الأبيات عدا السادس والثامن في الوافي بالوفيات ٥/ ٣١ - ٣٢، ونكت الهميان ص ٢٧٥. (٦) شمس الدين، ولد سنة ٦٩٨ هـ. في المريَّة، بيان ضريرًا، شاعر متمكن وصفه ابن الخطيب بقوله: الشيخ أبو عبد الله صدر صدور الأندلس علمًا ونظمًا ونحوًا، ارتحل إلى المشرق مع صاحبه أحمد بن يوسف الرعيني. توفي سنة ٧٨٠ هـ، الإحاطة ٢/ ٣٣٠، نفح الطيب ١/ ١٦٢. (٧) وهي تسمى الحُلَّة السِّيرا في مدح خير الورى، وعدد أبياتها ١٧٧ بيتًا وقد شرحها الرعيني =