الظهور بعد الخفاء، وهم يعنون بذلك: أن النسخ إما أن يكون لغير حكمة، وهذا عبث محال على الله، وإما أن يكون لحكمة ظهرت ولم تكن ظاهرة من قبل، وهذا يستلزم البداء وسبق الجهل، وهو محال على الله تعالى.
واستدلالهم هذا فاسد؛ لأن كلًا من حكمة الناسخ وحكمة المنسوخ معلوم لله -تعالى- من قبل، فلم يتجدد علمه بها، وهو -سبحانه- ينقل العباد من حكم إلى حكم؛ لمصلحة معلومة له من قبل بمقتضى حكمته وتصرفه المطلق في ملكه.
واليهود أنفسهم يعترفون بأن شريعة موسى ناسخة لما قبلها. وجاء في نصوص التوراة النسخ، كتحريم كثير من الحيوان على بني إسرائيل بعد حله.