لماذا الوثنية اليونانية بالذات لتاريخ التطرف والغلو بها قديما؟
إن إيراد هذا السؤال مهم , فلماذا العناية ببيان وثنية هؤلاء القوم؟ إنه انقداحُ ذهن وتلمسٌ من قوله تعالى في سورة براءة:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}[التوبة: ٣٠] .
فذكر سبحانه في هذه الآية مشابهة قول اليهود والنصارى في دعواهم البنوة لله عز وجل مَن قبلهم مِن الكافرين الذين قالوا مقالات هي أصل لهذه المضاهاة.
قال ابن كثير - رحمه الله - على قوله:{يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ}
أي: يشابهون من قبلهم من الأمم , ضلوا كما ضل هؤلاء. (١) .
ونقل ابن الجوزي في تفسيره "زاد المسير"(٢) .
(١) انظر «تفسير ابن كثير» ٢ / ٣٤٨. (٢) انظر «زاد المسير» ٣ / ٢٨٩, و «معاني القرآن» لأبي جعفر النحاس ٣ / ٢٠٠ بنحو ما ذكره ابن الجوزي , وانظر: «التسهيل لعلوم التنزيل» لابن الجزري ٢ / ٧٤.