الفصل الأول: في إقامة البرهان على أن الحجة القاطعة هي التي يرد بها السمع لا غير وأن العقل آلة للتمييز فحسب١
قال الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم:{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} ٢. فأمر جل جلاله نبيّه عليه السلام٣ أن يدعو٤ إلى إثبات الوحدانية بالوحي وقال:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} ٥ فبيّن أن من تقدم من الرسل كانوا يحتجون على الكفار في الوحدانية بالوحي ولم يؤمروا إلا بذلك.
١ عنوان الفصل لم يثبت في الأصل هنا، وقد نقلته من مقدمة المؤلف، وكذا سائر عناوين الفصول. ٢ سورة الكهف آية: ١١٠. ٣ الأولى أن يجمع بين الصلاة والسلام لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} الأحزاب آية: ٥٦. ٤ في الأصل: (بدعوا) بزيادة الألف، وهو خطأ من النساخ. ٥ سورة الأنبياء آية: ٢٥. ٦ سورة النساء آية: ٥٩.