فقريبة واضحة؛ كقولهم - كناية عن طول القامة: طويل نجاده، وطويل النجاد خ خ، والأولى ساذجة، وفى الثانية تصريح ما، لتضمّن الصفة الضمير، أو خفية؛ كقولهم - كناية عن الأبله -: عريض القفا خ خ.
ــ
الكناية ما تقابل الصريح، والحد والرسم صريحان فى المعنى، وكذلك الكنى التى هى أحد أنواع الأعلام صرحوا بأنها كناية، وفيه نظر؛ لأن الكنية علم، والعلم صريح فى مسماه، فلا فرق بين دلالة أبى عبد الله ودلالة زيد العلمين عليه.
الكناية (الثانية المطلوب بها) أى المكنى عنه (صفة) وهى قسمان: قريبة، وبعيدة، لأنها إن لم يكن انتقال الذهن من الكناية إلى المكنى عنه بواسطة فهى قريبة، وإلا فبعيدة، والقريبة إما واضحة، أو خفية فالواضحة كقولهم فى الكناية عن طويل القامة:
" طويل نجاده" وذلك كناية ساذجة، وكقولهم:" طويل النجاد" وذلك كناية مشتملة على تصريح ما لتضمن الصفة فيه وهى" طويل" ضمير الموصوف بخلاف المثال قبله، فإن قولك:" طويل نجاده" ليس فى لفظ الطويل منه ضمير؛ لأنه مسند إلى الظاهر، ومنها قول الحماسى:
(١) البيت بديوان الحماسة غير منصوب ج ٣ ص ١٣٩، وفى الطراز ج ١ ص ٤٢٤، شرح شواهد الكشاف ص ٤١١، المصباح ص ١٤٩، والإيضاح ص: ٢٨٧. (٢) لم أعثر عليه، إلا أن صاحب الإيضاح ذكره مكتفيّا بقوله:" عريض القفا" انظر الإيضاح بتحقيقى ص: ٢٨٧. (٣) البيت لطرفة بن العبد فى ديوانه ص ٣٧، والإيضاح ص ٢٨٧، وبغية الإيضاح ص ١٦٠.