من الأشياء العجيبة تلك التنظيمات التي كان يتبعها النبي صلى الله عليه وسلم، وتلك السياسة التي كان ينتهجها عليه الصلاة والسلام في غزواته.
١- فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزو العدو جعل أميراً على المدينة يخلفه عليها حتى يرجع (١) ، وإذا أرسل سرية أمَّر عليهم رجلاً منهم (٢) .
وهذا يدل على أهمية وجود الأمير في السلم والحرب، وأنّ الأمور لا تنضبط إلا بوجوده.
٢- من سياسته العسكرية عليه الصلاة والسلام أنّه لا يريد غزوة إلاّ ورَّى (٣) بغيرها (٤) ، حتى يباغت الأعداء ويأخذهم على حين غِرَّة، وهذا في حالة إنذارهم من قبل، أما مباغتتهم بدون إنذار فلا، وذلك كتصبيحه صلى الله عليه وسلم بني النضير (٥) ، وإخفاء خروجه صلى الله عليه وسلم لفتح مكة وغيرهما (٦) .
٣- كانت للنبي صلى الله عليه وسلم رايات يحملها جماعة من أصحابه، فقد كانت للمهاجرين راية، وللأنصار رايتان واحدة للأوس، وأخرى للخزرج (٧) .
(١) صحيح مسلم، رقم الحديث (١٧٣١) . (٢) الطبقات الكبرى لابن سعد (٢/٨، و٢/٩، ٢/١٢) وغيرها. (٣) ورَّى بغيرها: أي أوهم غيرها، والتورية: أن يذكر لفظاً يحتمل معنيين أحدهما أقرب من الآخر، فيوهم إرادة القريب وهو يريد البعيد، فتح الباري للحافظ ابن حجر (٨/١١٧) . (٤) صحيح البخاري، رقم (٤٤١٨) . (٥) انظر: مصنف عبد الرزاق (٥/٣٥٨) وما بعدها، رقم الحديث (٩٧٣٣) . (٦) انظر: البخاري، رقم الحديث (٤٢٧٤) . (٧) انظر في أمر الألوية والرايات: سنن الترمذي (٣/١١٥) ، وفتح الباري (٧/٤٧٧) ، والتراتيب الإدارية للكتاني (١/٣٢٠) .