أشبهت الأمواج في حجمها الجبال، يقول تعالى:{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ} ١، وعامت السفينة بركَّابها محوطة بعناية الله، قال تعالى:{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} ٢، وهلك الكفار بالغرق، ونجا نوح -عليه السلام- ومن كان معه في السفينة, قال تعالى:{وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} ٣، وبعدها عادت الأمور إلى طبيعتها. قال العلماء: إن السفينة استمرت عائمة فوق الماء مدة ستة شهور٤، وكان أمر الله للماء، كما قال تعالى:{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ٥.
وهكذا كانت عاقبة الضالِّين، أما نوح -عليه السلام- ومن معه، فقد نجاهم الله كما قال تعالى:{فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ} ٦, وصدق وعد الله تعالى.
١ سورة هود آية: ٤٢. ٢ سورة القمر آية: ١٤. ٣ سورة الأنبياء آية: ٧٧. ٤ بصائر ذوي التمييز ج٦، ص٣٠. ٥ سورة هود آية: ٤٤. ٦ سورة العنكبوت آية: ١٥.