يتحدث المؤرخون عن فتنة سليمان "عليه السلام"، التي أشار الله تعالى إليها، في قوله:{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ، قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} ١، وذهبوا في تفسيرها مذاهب عديدة٢، وأحسن ما قيل فيها أن هذه الفتنة فسرها الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري، بسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- يقول: قال النبي -صلى الله عليه وسلم:"قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة، على سبعين امرأة، تحمل كل امرأة فارسا، يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل إن شاء الله، فلم يقل ولم تحمل النسوة شيئا إلا واحدا، ساقطا أحد شقيه"، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم:"لو قالها لجاهدوا في سبيل الله" ٣، وألقى السقط على الكرسي درسا لسليمان "عليه السلام".
١ سورة ص الآيات "٣٤، ٣٥". ٢ تفسير القرطبي ج١٥ ص١٩٨، ١٩٩". ٣ صحيح البخاري بفتح الباري، كتاب الأنبياء باب ووهبنا لداود سليمان ج٦ ص٤٦٠.