في حديث زهير بن حرب في كتاب مسلم: في خبر عمرو بن لحي أبو بني كعب: هاء ولاء يجر قصبه في النار، كذا لجميعهم، وعند السمرقندي: هو يجر وهو وهم.
[الهاء مع الباء]
[(هـ ب ب)]
قوله: في الصلاة إلى الراحلة: إذا هبت الركاب (١) معناه هنا: ثارت، وتأتي بمعنى أسرعت، وضبطه الأصيلي: هبت على ما لم يسم فاعله، والصواب الأول على ما ضبطه غيره.
وقوله: حين يهب من نومه (٢)، وهب من نومه أي: انتبه منه.
وقوله: فلم يقربني إلا هبة واحدة (٣)، كذا لابن السكن، يريد مرة واحدة. وقيل: الهبة: الوقعة. يقال: احذر هبة السيف أي: وقعته، فهو من هذا. وقيل: هو كناية عن الجماع، من هباب الجمل، أو التيس إذا اهتاج للجماع، وهما بمعنى متقارب، وهب التيس يهب هبيبًا: إذا صاح عند الضراب، وعند الكافة: هنة بالنون. قال ابن عبد الحكم مرة.
[(هـ ب ل)]
قوله: والنساء لم يهبّلن (٤) أي: لم يغشهن اللحم: بضم الباء بواحدة أي: لم يرهلهن اللحم، وتكثر شحومهن، ومثله في غير هذه الرواية: يهيجن اللحم بمعناه، ورواه بعض رواة مسلم: يهبلهن اللحم، وهو بمعناه، وهو كالتورم من السن. يقال: منه رجل مهبل، ومهيج، قال الخليل: التهبل كثرة اللحم، وقد هبل الرجل: بضم الباء، وضبطناه أيضًا من طريق الطبري: بفتح الباء، وهو بعيد، وضبطناه من طريق العذري: يهبلن: بضم الياء أولًا، وفتح الهاء وتشديد الباء على ما لم يسم فاعله، وقد رواه البخاري في بعض رواياته: يثقلن وهو كله بمعنى واحد. يعني من كثرة اللحم.
وقوله: أوهبلت أجنة واحدة (٥) هي: بفتح الواو والهاء وكسر الباء أي: ثكلت ابنك وفقدته، هذا أصل الكلمة في اللغة، وضبطه بعض الرواة: بفتح الباء ولا يصح، والهابل التي مات ولدها. قال أبو زيد: ولا يقال ذلك إلا للنساء. وقيل: يقال أيضًا للرجال. ومعناه عندي هنا: ليس على أصل الكلمة، وإنما مفهومه: أفقدت ميزك وعقلك، مما أصابك من الثكل بابنك، حتى جهلت صفة الجنة، وثكلت ذلك مع من ثكلته، وهو نحو ما تقدم من اختلاف التأويل في تربت يداك، والاهتبال: تحين الشيء والاعتناء به. ومنه قوله: فاهتبلت غفلته (٦) أي: تحينتها واغتنمتها.
وقوله: أعل هبل (٧) اسم صنم كان في الكعبة.
(١) أخرجه البخاري في الصلاة باب ٩٨. (٢) أخرجه مسلم في الرؤيا حديث ١. (٣) أخرجه أحمد في المسند ٦/ ٢٢٩. (٤) أخرجه البخاري في المغازي باب ٣٤. ومسلم في التوبة حديث ٥٦. (٥) أخرجه البخاري في المغازي باب ٩، والرقاق باب ٥١. (٦) أخرجه أحمد في المسند ٥/ ١٧١. (٧) أخرجه البخاري في الجهاد باب ١٦٤.