وحدُّه أن يقال: تواطؤ الفواصل في الكلام المنثور على حرف واحد.
وقد ذمَّه بعض أصحابنا من أرباب هذه الصناعة، ولا أرى لذلك وجهًا سوى عجزهم أن يأتوا به, وإلا فلو كان مذمومًا لما ورد في القرآن الكريم، فإنه قد أتى منه بالكثير، حتى إنه ليؤتى بالسورة جميعها مسجوعة، كسورة الرحمن، وسورة القمر، وغيرهما, وبالجملة فلم تخل منه سورة من السور.
فمن ذلك قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا، خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} ١.
وقد ورد على هذا الأسلوب من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- شيء كثير أيضًا.
فمن ذلك ما رواه ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:"استحيوا من الله حق الحياء" , قلنا: إنا لنستحي من الله يا رسول الله! قال: "ليس
١ سورة الأحزاب: الآيتان ٦٤، ٦٥. ٢ سورة طه: الآيات ١-٨. ٣ سورة ق: الآيات ٥-٧. ٤ سورة العاديات: الآيات ١-٥.