أما استدلالهم الأول بحديث «ما رآه الناس حسنًا فهو حسن» فلا يصح الاستدلال به لأسباب ثلاثة:
السبب الأول: أنه ضعيف ضعفه العلماء، قال ابن حزم:«واحتجوا في الاستحسان بقول يجري على ألسنتهم، وهو: «ما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن»، وهذا لا نعلمه يسند إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من وجه أصلًا، وأما الذي لا شك فيه فإنه لا يوجد ألبتة في مسند صحيح، وإنما نعرفه عن ابن مسعود» (١).
قال ابن القيم:«أن هذا ليس من كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنما يضيفه إلى كلامه مَنْ لا عِلْمَ له بالحديث، وإنما هو ثابت عن ابن مسعود من قوله»(٢).
قال ابن عبد الهادي:«إسناده ساقطٌ، والأصح وَقْفه على ابن مسعود»(٣).
قال العلامة الألباني:«إن في إسناده كذابًا»، ثم ذكر أنه إنما يثبت موقوفًا على ابن مسعود (٤)، كما أخرجه الإمام أحمد (٥) والخطيب في الفقيه والمتفقِّه (٦).
السبب الثاني: أن لفظ الحديث المرفوع - لو صحَّ - فيه تخصيصُ الحكمِ بالصَّحابة، لا عمومِ المسلمين، وذلك أن لفظه: «إن الله نظر في قلوب العباد
(١) الإحكام في أصول الأحكام (٦/ ١٨). (٢) الفروسية (ص ٢٩٨). (٣) بواسطة كشف الخفاء (٢/ ١٨٨). (٤) السلسلة الضعيفة رقم (٥٣٣). (٥) (٦/ ٨٤). (٦) (١/ ٤٢٢).