قال أبو جعفر الطحاوي (١): ولا يدخل الدجال مسجد الطور. طحا: قرية بصعيد مصر (٢).
وقيل: يمنع - أيضا - من دخول بيت المقدس. ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام.
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: حدثنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم،/حديثا طويلا عن الدجال، فكان مما حدثنا به أن قال:«يأتي الدجال - وهو محرّم عليه أن يدخل نقاب المدينة - فينزل بعض السباخ التي بالمدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس - أو من خير الناس - فيقول:
أشهد أنك الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله، صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال:
أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنت قط أشدّ بصيرة مني اليوم، فيقول الدجال: اقتلوه فلا يسلط عليه» (٣). قيل: إن هذا الرجل هو الخضر عليه السلام. حكاه القرطبي في «التذكرة»(٤).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:
(١) أحمد بن محمد بن سلامة، أبو جعفر الطحاوي الفقيه (ت ٣٢١ هـ). انظر: ابن الجوزي: المنتظم ١٣/ ٣١٨، الذهبي: سير أعلام ١٥/ ٢٧. (٢) طحا: بالفتح والقصر، كورة بمصر شمال الصعيد غربي النيل. انظر: ياقوت: معجم البلدان ٤/ ٢٢. (٣) أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب لا يدخل الدجال المدينة عن أبي سعيد برقم (١٨٨٢) ٢/ ٢٧٢، وذكره ابن كثير في البداية ١/ ٣٣٤، والسمهودي في وفاء الوفا ص ٦٢. (٤) كتاب «التذكرة بأحوال الموتى وأحوال الآخرة» للقرطبي، مخطوط بدار الكتب المصرية بالقاهرة. انظر: الزركلي: الأعلام ٥/ ٣٢٢.