وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله فإنه ينمى»: قال الهروي: "أي يزاد له «عمله» بأن يصل إليه كل لحظة أجر جديد «إلى يوم القيامة» فإنه فدى نفسه فيما يعود نفعه على المسلمين، وهو إحياء الدين بدفع أعدائهم من المشركين"(١).
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «فتنة القبر» أي: مما يفتن المقبور به من ضغطة القبر والسؤال والتعذيب" (٢)، وفي حديث سلمان قوله -صلى الله عليه وسلم-: «جرى عليه عمله» أي: ثواب عمله «الذي كان يعمله»: أي في حياته، والمعنى أنه يصل إليه ثواب عمله أبدا"(٣).
قال الطيبي:"ومعنى «جرى عليه عمله»: كقوله جرى عليه القضاء أي: يُقدر له من العمل بعد الموت، كما جرى منه قبل الممات، فجرى هنا بمعنى قدر.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «وأجري عليه رزقه»: أي أوصل إليه رزقه من الجنة.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «وأمن الفتان» أي: عذاب القبر وفتنته" (٤).
قال النووي:"هذه فضيلة ظاهرة للمرابط، وجريان عمله عليه بعد موته فضيلة مختصة به لا يشاركه فيها أحد، … وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «وأجري عليه رزقه» موافق لقول الله تعالى في الشهداء {أحياء عند ربهم يرزقون} "(٥) اهـ.
(١) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (٦/ ٢٤٧٦). (٢) تحفة الأحوذي (٥/ ٢٥٠) (٣) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (٦/ ٢٤٥٨). (٤) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (٦/ ٢٤٥٨). (٥) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٦١).