السيئات التي هي سببا في عذابهما في النار، ويحصل به رفع الدرجات في الجنة، وبهذا يكون الدعاء للوالدين من أفضل البر بهما بعد الموت.
الثالث: من كمال الإحسان إليهما الذي وصى الله به في كتابه العزيز، قال تعالى:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[الإسراء: ٢٣]، قال السعدي في تفسيره:"أي: أحسنوا بالوالدين إحسانا، وهذا يعم كل إحسان قولي وفعلي مما هو إحسان إليهم"(١).
الرابع: من لوازم الشكر الذي وصى به الله عباده، في قوله تعالى:{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}[لقمان: ١٤].
الخامس: من باب تمام حقوق الصُحبة وآدابها، ولذلك جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال:«أمك» قال: ثم من؟ قال:«ثم أمك» قال: ثم من؟ قال:«ثم أمك» قال: ثم من؟ قال:«ثم أبوك»(٢).
(١) تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: ٥٧). (٢) متفق: البخاري (٨/ ٢) رقم (٥٩٧١)، مسلم رقم (٢٥٤٨). (رجل) هو معاوية بن حيدة جد بهز بن حكيم رضي الله عنه، (أحق … صحابتي) أولى الناس بمعروفي وبري ومصاحبتي المقرونة بلين الجانب وطيب الخلق وحسن المعاشرة، [تعليق مصطفى البغا]