إلى مصدر معين، ولم أقف عليه فيما رجعت إليه من مصادر، فإن صح ما ذكر فذلك غير ممتنع ـ لغةً ـ ويدخل في باب المضاعف.
جـ الصَّحيح المهموز:
أَمِنَ فعل صحيح مهموز، ورد كسر حرف المضارعة منه في قراءة ابن وثاب١ وأبي رزين٢ في قول الله تعالى:{مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا} ٣ إذ قرآ "مالك لاتيمنا" بكسر التَّاء مع الإدغام. وفي مصحف ابن مسعود:{تِيمنه. وكذلك في مصحف أبيّ بن كعب: {تِئمنه} ٤.
ألم أَلِمَ يأْلَمُ على فَعِل يفعَل. ولذا جاء كسر حرف المضارعة فيه في قراءة يحيى بن وثاب:{فإنَّهم ييلمون كما تيلمون} وذلك من قول الله تعالى: {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ ... } ٥ بكسر حرفي المضارعة الياء والتَّاء.
وقد استوقفت هذه القراءة ابن جنِّي من حيث إنَّ أحد الحرفين الياء. يقول ابن جنِّي في هذه القراءة: "العرف في نحو هذا أن من قال: أنت تِئمن وتِئلف وإيلف، فكسر حرف المضارعة في نحو هذا إذا صار إلى الياء فتحها ألبتة،
١ تقدّمت ترجمته. ٢ مسعود بن مالك، ويقال ابن عبد الله أبوزيد الكوفي، لم يحفظ ابن الجزري سنة وفاته. غاية النّهاية في طبقات القرّاء لابن الجزري ٢ / ٢٩٦. ٣ سورة يوسف: ١١. ٤ اللهجات العربية في التراث ١ / ٣٨٩. ٥ النِّساء: ١٠٤. وقرأ ذلك بالكسر ابن وثاب وابن المعتمر. انظر المحتسب ١ / ١٩٨، وشرح التسهيل ٣ / ٤٤٨، والبحر ٣ / ٣٤٣.