ومستعجم لا يبين ولا يوضح، متنمّر تنمّر الليث، متشمّر كالبطل الفارس عند الغيث (١) ، وقد أفاض على نفسه درعاً، تضيق بها الأسنّة ذرعاً، وهو يريد استشارة المؤتمن في التوجّه (٢) إلى موضع بعثه إليه ووجّهه، وكلّ من صده عنه نهره ونهجه، حتى وصل إلى مكان انفراده، ووقف بإزاء وساده (٣) ، فلمّا وقعت عين ابن عمّار عليه، أشار بيده إليه، وقرّبه واستدناه، وضمّه إليه كأنّه تبنّاه، وحدّ (٤) أن يخلع عنه ذلك الغدير، وأن يكون هو الساقي والمدير، فأمره المؤتمن بخلعه، وطاعة أمره وسمعه، فنضاه عن جسمه، وقام يسقي على حكمه ورسمه، فلمّا دبت فيه الحميّا، وشبت غرامه بهجة ذلك المحيّا، واستنزلته سورة العقار، من مرقب الوقار، قال:
وهويته يسقي المدام كأنّه ... قمرٌ يدور بكوكب في مجلس
عنّا بكاسك، قد كفتنا مقلة ... حوراء قائمة بسكر المجلس (٧)
(١) القلائد: متشمر تشمر البطل الباسل عند الغيث. (٢) القلائد: في الخروج. (٣) ق ج ط: أساده. (٤) هذه رواية القلائد: وحد؛ وفي ك: وجد؛ وفي ق ط ج: واشار. (٥) دوزي: القناع؛ ج: حدر اللثام. (٦) بعض أصول القلائد: رفع. (٧) بعض أصول القلائد: الأنفس.