للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه المسرات أبكارها، وفارقت إليه الطير أوكارها، فقال يصفه:

[ومجلس جمّ الملاهي أزهرا ... ألذّ في الأجفان من طعم الكرى] (١)

لم تر عيني مثله ولا ترى ... أنفس في نفسي وأبهى منظرا

إذا تردّى وشيه المصوّرا ... من حوك صنعاء وحوك عبقرا

ونسج قرقوب ونسج تسترا (٢) ... خلت الربيع الطلق فيه نوّرا

كأنّما الإبريق حين قرقرا ... قد أمّ لثم الكأس حين فغرا

وحشيّة ظلّت تناغي جؤذرا ... ترضعه الدّرّ ويرنو حذرا

كأنّما مجّ عقيقاً أحمرا ... أو فتّ من ريّاه مسكاً أذفرا

أو عابد الرحمن يوماً ذكرا ... فنمّ مسكاً ذكره وعنبرا

الظافر الملك الذي من ظفرا ... بقربه نال العلاء الأكبرا

لو أنّ كسرى راءه أو قيصرا ... هلّل إكباراً له وكبّرا

تبدي سماء الملك منه قمرا ... إذا حجاب المجد عنه سفرا

يا أيها المنضي بالسّرى ... تبغي غمام المكرمات الممطرا [٥ - من ترجمة ابن العطار]

وقال الفتح في ترجمة الأديب أبي القاسم ابن العطار، ما صورته (٣) :

هو أحد أدباء إشبيلية ونحاتها، العامرين لأرجاء المعارف وساحاتها، ولولا مواصلة راحاته، وتعطيل بكره وروحاته، وموالاته للفرج، ومغالاته في عرف للأنس أو أرج (٤) ، لا يعرّج إلا على ضفة نهر، ولا يلهج (٥) إلا بقطعة


(١) زيادة من أزهار الرياض.
(٢) تستر: مدينة بخوزستان، وقرقوب: قرية من أعمالها.
(٣) القلائد: ٢٨٤ (قلت: وانظر ترجمة أبي القاسم ابن العطار في المغرب ١: ٢٥٤) .
(٤) ك: عرف الأنس والأرج.
(٥) ك: ولا يبتهج.

<<  <  ج: ص:  >  >>