سبب الإذكار، والمعنى: لأجل أنها إِذا نسيت إِحداهما الشهادة ذكّرتها الأخرى، والضلال ههنا النسيان١.
- "فَتُذَكّرُ"[آية: ٢٨٢] :
بتشديد الكاف ورفع الراء، قرأها حمزة وحده٢، وذلك لأنه قرأ:"إِنْ تَضِلّ" بالكسر٣، على الشرط وجعل "فَتُذَكّرِ" جوابه، فيكون مرفوعًا، كما تقول: إِن تضربْ زيدًا فيضربُك بالرفع، أي: فهو يضربك، فيكون موضع الفاء وما دخل عليه جزمًا، والتقدير: إِن تَضِل تُذَكّرْ.
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم والكسائي بتشديد الكاف ونصب الراء٤، على أنه معطوف على {تَضِلَّ} المنصوب بأَنْ.
وذَكّرَ في هاتين القراءتين معدّى بالتضعيف، وهو أكثر من المنقول بالهمزة في هذه الكلمة، يقال: ذَكَرَ فلانٌ الشيء, فذكَّرته إِياهُ بالتشديد.
١ معاني القرآن للفراء: ١/ ١٨٤، وحجة أبي علي: ٢/ ٤١٩ وما بعدها، وإعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٩٨ و٢٩٩، وحجة ابن خالويه: ١٠٤، وحجة أبي زرعة: ١٥٠، والكشف: ١/ ٣٢٠، والإتحاف: ١٦٦. ٢ السبعة: ١٩٣، التيسير: ٨٥، النشر: ٢/ ٢٣٦ و٢٣٧. ٣ انظر الحرف السابق. ٤ المصادر الثلاثة السابقة.