منا الذي ترك العوام مجندلا ... تنتابه الطير لحما بين أحجار
وفي هذا يقول شاعر هذه الحروب من هوازن, خداش بن زهير:
ألم يبلغكم أنا جدعنا ... لدى العبلاء خندف بالقياد
فقدتكم ولحظكم إلينا ... ببطن عكاظ كالإبل الغِداد١
ضربناهم ببطن عكاظ حتى ... تولوا طالعين من النجاد
ويقول:
ألم يبلغك ما لقيت قريش ... وحي بني كنانة إذ أبيروا
دهمناهم بأرعن مكفهر ... فظل لنا بعقوتهم زئير٢
يوم شرب ٣:
ثم التقوا على رأس الحول في اليوم الثالث من عكاظ أيضا بشرب، وشرب من عكاظ. ولم يكن بين الفريقين يوم أعظم منه، صدقوا
١ هذا البيت في كتاب "الإمتاع والمؤانسة ١/ ٢٢١" وهو في لسان العرب: "عدمتكم ونظرتكم إلينا ... " الغداد: جمع غادة, أي: ناقة ذات غدة. ٢ أبيروا: أهلكوا. العقوة: ما حول الدار، المحلة. ٣ ضبطه ياقوت في معجم البلدان بفتح فكسر نقلا عن أبي بكر بن نصر, فأما التي في شعر ابن مقبل فبفتح فسكون.