كتاب مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية

ثانيا: العبادة وأنواعها - الانحراف عن التوحيد - ص: 334

والكُفْر: ضد الإيمان، سمي بذلك لأنه تغطية وستر للحق. وكذلك كفران النعمة: جحودها وسترها، وهو ضد الشكر.

ويقال: كفر بالله، يكفر كفرا، وكفورا، وكفرانا. ويقال: أكفر فلانا: دعاه كافرا.

وتستعمل كلمة "الكفر" في الدين أكثر من استعمالها في كفران النعمة، و"الكفران" في جحود النعمة، و"الكفور" فيها جميعا. و"الكافر" -عند الإطلاق- متعارف فيمن يجحد الوحدانية أو النبوة أو الشريعة، أو يجحدها جميعها١.

وفي الاصطلاح الشرعي:

الكفر: خلاف الإيمان وضده٢, أو هو: "رد الحق بعد معرفته. ومعنى هذا: أن الذي يرد الحق جهلا، أو يفعل شيئا من الكفر جاهلا ظانا أنه من الإسلام، وأنه فعل ما لا يضاد الإيمان, فليس بكافر، حتى تقوم الحجة عليه ويعلم الحق فيرده ... وكذلك لا يكون كافرا من يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا

---

١ انظر هذه المعاني اللغوية في: "الزاهر" للأزهري ص٣٧٩، "معجم مقاييس اللغة": ٥/ ٩، "لسان العرب": ٥/ ١٤٤، "الكليات" للكفوي ٤/ ١١٢، "تفسير الطبري": ١/ ٢٥٥، "تفسير البغوي": ١/ ٦٤، "المصباح المنير" للفيومي: ٢/ ٥٣٥، مفردات غريب القرآن للأصفهاني ص٤٣٤، "غريب القرآن" لابن قتيبة: ١/ ١٣، ١٤ من كتاب "القرطين" لابن مطرف الكناني, "التوقيف على مهمات التعاريف" للمناوي، مادة "كفر" "مخطوط"، "المُغْرِب" للمطرّزي: ٢/ ٢٢٤-٢٢٦.
٢ "كشاف اصطلاحات الفنون": ٥/ ١٢٥١, "طبعة الهند".