ولذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو الناس أولا إلى توحيد الله وعبادته؛ ولهذا قال لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- لما بعثه إلى اليمن:"إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله وحده" وفي رواية: "فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله" ١.
وقد قرر الله تعالى هذه الحقيقة قاعدة عامة إجمالية، في دعوة كل الرسل -عليهم الصلاة والسلام- بعد أن حكاها تفصيلا عن كل منهم بطريقة استقرائية٢ -كما رأينا- فقال:
١ أخرجه البخاري: ٣/ ٢٦١، ومسلم ١/ ٥٠، ٥١. ٢ راجع سياق الآيات في سورة الأعراف وفي سورة هود, لتلحظ أن الكلمة التي تكررت على لسان جميع الرسل -عليهم السلام- هي "اعبدوا الله, ما لكم من إله غيره" وأن التوحيد يأخذ مساحة واسعة من الحياة ببيان مستلزماته ومقتضياته، ولتلحظ كذلك: تشابه موقف كل قوم من دعوة نبيهم, ثم النهاية التي يكتب الله تعالى فيها النصر لنبيه ودعوته ويدمر على الكافرين الظالمين.