وثانيها: أن النون في ذلك واقعة موقع ما تيقنت زيادته كياء سَمَيْدَع وواو فدوكس١.
وثالثها: أنها تعاقب حرف اللين غالبا، كقولهم للغليظ الكفين: شَرَنْبَث وشَرَابِث، وللضخم جَرَنْفَش، ولضرب من النبت عرنقصان وعريقصان.
وقد اشتمل هذا الضابط على قيود ننبه عليها، فقولنا:"ثالثة" احترازا من أن تقع ثانية فإنه لا يحكم بزيادتها متحركة كانت أو ساكنة في غير ما سيأتي، إلا بدليل، ما حكم بزيادة نون كنهبل للزوم عدم النظير، وبزيادة نون حَنْظَل كقولهم:"حظلت الإبل".
وقولنا:"ساكنة" احترازا من المتحركة، فإنها لا يحكم بزيادتها إلا بدليل، وقد زيدت ثالثة متحركة، في ألفاظ قليلة منها: غرنيق وقعنب وخرنوب٢ على احتمال في بعضها.
وقولنا:"غير مدغمة" احترازا من نحو عجنس٣ تعارضت فيه زيادة النون مع زيادة التضعيف، فغلب التضعيف لأنه الأكثر، وجعل وزنه فعلل كعدبس٤.
قال الشيخ أبو حيان: والذي أذهب إليه أن النونين زائدتان ووزنه فعنل، والدليل على ذلك أنا وجدنا النونين مزيدتين فيما عرف له اشتقاق نحو ضفنط وزونك٥.
١ السميدع: السيد الكريم الموطأ الأكناف والشجاع والذئب والخفيف في حوائجه. والفدوكس -بفتح الفاء والدال- الأسد والرجل الشديد. ٢ الغرنيق -بضم الغين وسكون الراء- طير من طيور الماء، ويطلق على غير ذلك، والقعنب: اسم رجل. والخرنوب -بضم الخاء، لغة في الخروب- وهو نبت معروف. اهـ صحاح. ٣ العجنس -بفتح العين والجيم وتشديد النون- الجمل الضخم الشديد. ٤ العدبس -بفتح العين والدال وتشديد الباء- الشديد من الإبل وغيرها. ٥ ضفنط -بفتح الضاد والفاء وتشديد النون- من الضفاطة: وهي الجهل وضعف الرأي وضخامة البطن. زونك -بفتح الزاي والواو وتشديد النون- من الزوك: مشي الغراب وتحريك المنكبين في المشي والتبختر.