كتاب بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله

تأليف: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - ص: 6

قال ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: "كان بين آدم ونوح عليهما الصّلاة والسّلام عشرة قرون كلّهم على الإسلام"١. قال العلاّمة ابن القيّم: "هذا هو القول الصّحيح في الآية وذكر ما يعضده من القرآن٢. وصحّحه - أيضا - الحافظ ابن كثير في تفسيره.

وأوّل ما حدث الشرك في قوم نوح، حين غلوا في الصالحين واستكبروا عن دعوة نبيّهم: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} ٣.

قال البخاري - رحمه الله - في صحيحه٤ عن ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجالسون فيها أنصابا وسمّوها بأسمائهم. ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسى

---

١ انظر تفسير ابن كثير "١/٢٥٠".
٢ انظر إغاثة اللهفان "٢/٢٠١".
٣ سورة نوح، الآية: ٢٣.
٤ انظر صحيح البخاري "٦/١٣٣".