إلا ما بان حلاله، ولم يؤثر على سمو روحه في فضاء الإقبال على ربه
قال عمر بن عبد العزيز- رحمه اللّه تعالى-: "التّقيُّ ملجَم لا يفعل كلَّ ما يريد"(١).
وقال ابن الجوزي:" ولازموا حصن التقوى؛ فالعقوبة مُرَّة، واعلموا أن في ملازمة التقوى مرارات؛ من فقد الأغراض والمشتهيات، غير أنها في ضرب المثل كالحِمية تعقب صحة، والتخليط ربما جلب موت الفجأة"(٢).
رابعًا: الصبر على البلاء والشكر على النعماء، والتجمل بحلية الأخلاق.
عن مالك بن أنس قال:"بلغني أنّ رجلاً من بعض الفقهاء كتب إلى ابن الزّبير رضي اللّه عنهما يقول: ألا إنّ لأهل التّقوى علامات يعرفون بها، ويعرفونها من أنفسهم؛ من رضي بالقضاء، وصبر على البلاء، وشكر على النّعماء، وصدق في اللّسان، ووفّى بالوعد والعهد، وتلا أحكام القرآن"(٣).
ثمرات التقوى:
للتقوى إذا تحققت في العبد ثمرات كثيرة، تعود عليه بالخير العميم في الدنيا والآخرة، فمن ذلك:
أولاً: الحصول على التمييز بين الحق والباطل وغفرانُ الذنوب، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[الأنفال: ٢٩].
ثانيًا: الظفر بالعاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، قال تعالى:{تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[القصص: ٨٣].
(١) شرح السنة ـ للإمام البغوي متنا وشرحا (١٤/ ٣٤١). (٢) صيد الخاطر، لابن الجوزي (ص: ١٣٤). (٣) جامع الأصول، لابن الأثير (١١/ ٧٠٤).