٤- قال يحيى بن سعيد:(قلت لابن أبي داود: أبو سعد الكوفي (٢) ؟ . قال: ليس هو ذاك، وكان كبيراً.
قال يحيى: ولم يقل: سمعتُ زيد بن أرقم) (٣) .
ففي النصوص الثلاثة الماضية لم يقنع يحيى بن سعيد بتلك الأسانيد لأنها لم يثبت فهيا سماع رواتها من بعض، وتظهر دقة يحيى القطان في قوله:"ليس فيها شيء سمعت"، و "لم يقل سمعت ابن عمرو، ولا رأيت"، و "لم يقل: سمعت زيد بن أرقم"، فقد كان حريصاً كل الحرص على البحث عن مواطن السماع في الأسانيد امتداداً لمذهب شيخه شعبة بن الحجاج.
٥- نقل على بن المديني عن شيخه يحى بن سعيد القطان نصاً حول موضوع "الرواة عن زيد بن ثابت"، وجاء فيه قوله:(ومن أهل المدينة ممن روى عنه ممن أدركه، ولا يثبت له القاؤه، ولا يثبت له السماع منه)(٤) .
(١) التاريخ الكبير (٥/٢٨٦) . (٢) لا يعرف إلا بكنيته يروي عن زيد بن أرقم، روى عنه ابن أبي داود. التاريخ الكبير (٨/٣٦) . (٣) التاريخ الكبير - قسم الكُني - (٨/٣٦) . (٤) العلل لعلي بن المديني (ص٤٨) ، بدأ نقل علي عن شيخه في ٠ص ٤٧) بقوله ك (سمعت يحيى يقول: من روى عن زيد بن ثابت من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -..) ثم عطف الكلام على ما قبله: (ومن روى عن زيد بن ثابت ممن لقيه من أهل المدينة من التابعين..) وفي (ص٤٩) انتهى كلام يحيى في "الرواة عن زيد بن ثابت" بدلالة وجود عبارة: (قال علي: قيس بن أبي حازم ... ) ، ومما يرجع أن النص المنقول أعلاه عن يحيى بن سعيد وليس عن علي بن المديني ما يلي: ١- ابتدأ الكلامُ في (ص٤٧) معزوراً إلى يحيى ثم استمر أداة العطف "الواو".
٢- أن علي بن المديني تكلم في موضوع الرواة عن زيد بن ثابت قبل (ص٤٧) في (ص٤٤-٤٥) وفي (٤٦) فليس من حاجة لان يكرر كلامه، ولكن لتدعيم ما سبق وأن قاله نقل نصاً عن شيخه يحيى بن سعيد في ذلك. ٣- في (ص٤٨) أن سعيد بن المسيب وعروة لم يسمعا ولم يقليا زيداً، بينما في (ص٤٥) قال علي: (فأما من لقيه منهم، وثبت عند لقاؤه: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير ... ) ، فلو كان في (ص٤٨) عن علي لكان هذا تناقضاً منه، والأصل عدم التناقض.