نفس البلد إذ كلاهما من الجزيرة وأصلهما من الكوفة (١)(٢) ، ولو كان السماع ثابتًا عنده لجزم بذلك ولم يقل:"يشبه ... ".
والحديث الذي قال فيه أبوحاتم ما قال لم ينفرد به زيد بن أبي أنيسة بل له أكثر من متابع (٣)(٤) .
٢- قال أبوحاتم:(ويحتمل أن يكون أبوإدريس قد سمع من عوف والمغيرة أيضًا فإنه من قدماء تابعي أهل الشام، وله إدراك حسن)(٥)(٦) .
وعوف هو ابن مالك الأشجعي صحابي توفي سنة ثلاث وسبعين، وقد سكن الشام (٧)(٨) . والمغيرة بن شعبة صحابي توفي سنة خمسين وقد دخل الشام (٩)(١٠) ، وأما أبوإدريس الخولاني فهو عائذ الله بن عبد الله من كبار التابعين في الشام ولد سنة ثمان عام حنين (١١)(١٢) .
ويظهر من النص السابق أن أبا حاتم لم يجزم بسماع أبي إدريس من عوف والمغيرة - رضي الله عنهما -، وإنما قوى عنده احتمال أن يكون أبوإدريس قد سمع منهما لقدمه ومكانته.
ومما يندرج ضمن النصوص السابقة ما قاله ابن رشيد والعلائي.
فقد قال ابن رشيد رادًا على الإمام مسلم - رحمه الله - الأحاديث التي استشهد بها على مخالفه:
(إن هذه أمثلة خاصة لا عامة، جزئية لا كلية، يمكن أن تقترن بها قرائن تفهم اللقاء أو السماع، كمن سميت ممن أدرك الجاهلية ثم أسلم بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحب البدريين فمن بعدهم. فهذا يبعد فيه ألا يكون سمع ممن روى
(١) (٢) (٣) (٤) (٥) العلل لابن أبي حاتم (١/٤٠) . (٦) انظر تهذيب التهذيب (٨/١٦٨) . (٧) انظر تاريخ دمشق لابن عساكر (١٧/٦٥-٩١) . (٨) انظر سير أعلام النبلاء (٤/٢٧٢-٢٧٦) . (٩) السنن الأبين (ص١٣٥) . (١٠) (١١) (١٢)