يا ناعس الطرف لاذقت الهوى أبدا ... أسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم «١»
وبهذا يعود شوقي إلى الحبيبة ويظهر بعض صفاتها الجمالية، فهي ناعسة الطرف، وسنانة العينينن، يدعو لها ألاتذوق الحب الذي يثقل كاهل المحب ويعذبه ويضنيه كما أضناه هو وأرقه، ويدعو لمحبوبته أن تنام هانئة قريرة العينين.
ويقول شوقي:
افديك إلفا ولا ألو الخيال فدى ... أغراك بالبخل من أغراه بالكرم «٢»
ويريد شوقي أن يؤكد لحبيبته أنه يستطيع أن يعطيها كل ما حاك بخياله من حب وشفقة ورحمة على الرغم من أن حبيبته تبخل عليه بأقل القليل، ويلجأ شوقي للمقابلات بين البخل والكرم وبين المنع واطلاق الخيال، وبين السهر والنوم، وبين الوعى والصمم لتأكيد المعنى المعبر عن حالته النفسية في حبه، وعن حال محبوبته بما فيها من تناقض بينه وبينها مسترجعا ما سمع من الام المحبين واهاتهم في العشق ورغبتهم الدائمة في وصل الحبيب، وشاعرنا لم ير هذا الحبيب إلا عن بعد، ولكنه يأمل أن يراه في الحلم، وربما تكشف له الاحلام عن حقيقة هذا المحبوب. ويقول:
(١) الناعس: الوسنان، الطرف: العين، والمضني: الذي أثقله المرض، ومضناك: الذي أضنيته مما لحقه من الوله عليك. (٢) الألو: المنع والتقصير، اغراك: زينة له وحرضه عليه. (٣) سرى: المشى في الليل، وأسا الجرح يأسوه: داواه. (٤) الموانس: المتبختره، البان: ضرب من الشجر، القنا، جمع قناة وهي الرمح وسفح الدم: سفكه وأساله. (٥) السافرات: سفرت المرأة أي كشفت عن وجهها، والحلي: ما تزين به المرأة من مصوغ المعادن، والعصم: القلائد.