أطالعها في كلّ وقت فأجتلي ... عقائل يغلي مهرها كلّ عاقل
وأمنعها الجهال فهي حبيبة ... «جرى حبّها مجرى دمي في مفاصلي»
(تضمين نصف بيت للمتنبي) .
واعلم [٣] أنني لو أعطيت حمر النّعم وسودها، ومقانب [٤] الملوك وبنودها، لما سرّني أن ينسب هذا الكتاب إلى سواي، وأن يفوز بقضب سبقه إلّاي، لما قاسيت في تحصيله من المشقة، وطويت في تكميله من طول الشّقّة، فإنني علم الله لم أقف على باب أحد من العالم أجتديه، ولا أحصي عدد ما وقفت على الأبواب للفوائد فيه، فلا غرو أن أمنعه من ملتمسيه، وأحجبه من الراغبين فيه. على أنّي ما زلت أعاتب نفسي على هذا الصنيع، وأعدّه من الأمر الفظيع والخلق الشنيع، إلى أن وقفت على الكتاب الذي ألفه محمد بن عبد الملك التاريخي في أخبار النحويين، وقد قال في
[١] هو- فيما استظهره- محمد بن سلامة بن جعفر بن علي أبو عبد الله القضاعي الشافعي قاضي مصر، مصنف كتاب الشهاب، انظر ترجمته في الوافي ٣: ١١٦ وابن خلكان ٣: ٣٤٩ وعبر الذهبي ٣: ٢٣٣ وطبقات الشافعية للسبكي ٤: ١٥٠ (وفي حاشيته ذكر لمصادر أخرى) والبيتان في تاريخ اربل: ٣٢١. [٢] زيادة تقديرية، وفي الأصل بياض. [٣] من هنا حتى نهاية هذه المقدمة تختلف ر عن م بالتقديم والتأخير. [٤] المقانب: جمع مقنب وهو جماعة الخيل.