وكان المنكب مسؤولا عن خمسة عرف حيث عرفت عنهم وقد يعرف بدليل قول طريف بن تميم «٣» :
أو كلما وردت عكاظ قبيلة ... بعثوا إليّ عريفهم يتوسّهم «٤»
ويقول علقمة بن عبدة:
بل كل قوم وإن غزوا وإن كثروا ... عريفهم بأثافي السر مرجوم «٥»
وعند ظهور الإسلام كان الرسول صلّى الله عليه وسلم- الرئيس الأعلى للجماعة الإسلامية- يخرج إلى القتال بنفسه «٦» أو يؤمر أحد أصحابه ويزودهم بتوجيهاته، ومن ذلك ما كتبه لعبد الله بن جحش في سرية نخلة «٧» ، وذكر ابن إسحاق (ت ١٥١ هـ) أن النبي صلّى الله عليه وسلم أمّر أسامة بن زيد حين بعثه إلى الشام أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين..» «٨» .
وكانت الواحدة الصغرى في القيادة «العرافة» ، وقد وردت أول إشارة لها في غزوة حنين (٩ هـ) . فيروي الواقدي (ت ٣٠٧ هـ) أن الرسول صلّى الله عليه وسلم جعل الناس في حنين عرافات على كل عشرة عريفا «٩» . وأشار النبي صلّى الله عليه وسلم إلى أهمية العرفاء فقال:«إن العرافة حق، ولابد للناس من العرفاء..»«١٠» ، وكان العريف مسؤولا عن شؤون عرافته
- والنهاية (ج ٤، ص ٦١) . (١) محمد فرج، فن إدارة المعركة في الحروب الإسلامية، القاهرة، الشركة العربية المتحدة، (١٩٧٢ م) ، (ص ٢٢) . (٢) ابن الطفيل، ديوانه (ص ١٣) . (٣) شاعر جاهلي من فرسان تميم. انظر: الزركلي، الأعلام (ج ٣، ص ٢٢٦) . (٤) ابن سيده، المخصص (ج ٣، ق ١، ص ١٣٢) . ابن منظور، اللسان (ج ٣، ص ٣١٧) . ابن الأثير، الكامل (ج ١، ص ٣٦٨) . (٥) المفضل الضبي، المفضليات (ص ٤٠١) . (٦) انظر: ابن هشام، السيرة (م ١، ص ٦١٢) ، (م ٢، ص ٤٤، ٤٥، ٤٦، ٦٥، ١٩٠، ٢٣٤، ٢٨٢، ٢٨٩، ٣٠٨، ٣٢٨، ٣٩٩، ٤٤٠، ٥٢٩) . (٧) ابن هشام، السيرة (م ١، ص ٤٣٩) . (٨) ابن هشام، السيرة (م ٢، ص ٢٧٨) . الطبري، تاريخ (ج ٣، ص ١٨٤) . (٩) الواقدي، المغازي (ج ٣، ص ٩٥٢) . وانظر: الشافعي، الأم (ج ٤، ص ١٥٨) . الطبري، تاريخ (ج ٤، ص ٤٨٨) (الشعبي) . عون، الفن الحربي (ص ١١٠) . العدوي، نظم (ص ٣١٣) . (١٠) أبو داود، السنن (ج ٣، ص ٩٢، ٩٣) .