-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فماذا بقي لهم من الإسلام؟ والله يقول: {وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا (١)}، ويقول: {قل إنّما أدعو ربّي ولا أشرك به أحدًا ? قل إنّي لا أملك لكم ضرًّا ولا رشدًا (٢)}، ويقول: {قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضرّ هل هنّ كاشفات ضرّه أو أرادني برحمة هل هنّ ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكّل المتوكّلون (٣)}، ويقول: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرّك فإن فعلت فإنّك إذًا من الظّالمين (٤)}. والأدلة كثيرة في هذه المسألة. ويقول الله تعالى في شأن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: {محمّد رسول الله والّذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركّعًا سجّدًا يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا سيماهم في وجوههم من أثر السّجود (٥)}.
وقد استدل الإمام مالك وعلماء آخرون بهذه الآية على كفر من سب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وقال أيضًا: {كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله (٦)}. وقال أيضًا: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجةً من الّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاًّ وعد الله الحسنى (٧)}، وقال الله تعالى: {رضي الله عنهم ورضوا عنه (٨)}، وقال تعالى: {للفقراء المهاجرين الّذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا وينصرون الله ورسوله
(١) سورة الجن، الآية:١٨. (٢) سورة الجن، الآية:٢٠ - ٢١. (٣) سورة الزمر، الآية:٣٨. (٤) سورة يونس، الآية:١٠٦. (٥) سورة الفتح، الآية:٢٩. (٦) سورة آل عمران، الآية:١١٠. (٧) سورة الحديد، الآية:١٠. (٨) سورة البينة، الآية:٨.