فرعون (١)، ولكن أهل الدراية بالسحر كانوا يميّزون بين السحر، وبين ما هو خارج قوى السحرة، بل من صنع الله، لذا كانوا أول المؤمنين به.
ج- وبعد عصر موسى عليه السلام انتشرت الفلسفة الأيونية وهي أساس الفلسفة اليونانية فيما بعد، وكانت تقوم على الأخذ بالأسباب والمسبّبات وتولّد المعلول من العلة في انتظام قائم لا يتخلف، فجاءت معجزات أنبياء بني إسرائيل في هذا العصر خارقة للأسباب والمسبّبات، لتثبت أن الكون كله بإرادة مريد مختار، لا يفعل إلا ما يريد ولا يصدر عنه بغير إرادته الثابتة شيء (٢).
فمعجزات سليمان عليه السلام مثلا جاءت مناهضة لتلك النظرية التي تقول إن المخلوقات نشأت عن الموجد الأول نشوء العلة من المعلول، فكانت حياة نبي الله سليمان في ملكه تجري على هدم هذا النظر، فمن معجزاته: