وممن نقل الإجماع على ذلك الحافظ عثمان بن سعيد الدارمي حيث قال:«قد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه فوق سمواته»(٢).
وروى البيهقي بإسناد صحيح أن الإمام الأوزاعي قال:«كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله - تعالى ذِكْرُه - فوق عرشه، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا»(٣).
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم:«سألت أبي وأبا زُرْعَة عن مذهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك فقالا: «أدركنا العلماء في جميع الأمصار، حجازًا وعراقًا ومصرًا وشامًا ويمنًا، فكان من مذهبهم أن الله تبارك وتعالى على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - بلا كيف، أحاط بكل شيء علمًا، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير»(٤).
(١) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (٧/ ١٣٨ - ١٣٩). (٢) العلو للعلي الغفار للإمام الذهبي (١/ ١٩٤). (٣) الأسماء والصفات للبيهقي (٢/ ٣٠٤). (٤) العلو للعلي الغفار للإمام الذهبي (١/ ١٨٩). وقال الإمام الذهبي بعد هذا الأثر: «أبو زرعة كان إمام أهل الحديث في زمانه بحيث أن أحمد بن حنبل قال: «ما عبر جسْرَ بغداد أحفظُ من أبي زرعة».