كان ما يقوله حقاً. قال - عز وجل - للنبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ الله لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}(١).
وقال - عز وجل -: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}(٢).
وقال - عز وجل - ممتناً على عباده:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}(٣).
وقال الله تعالى:{لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ .. }(٤) الآية.
وقال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}(٥)، وقال:{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}(٦).
ولا شك أنه يتعين على كل داعية أن يتخذه - صلى الله عليه وسلم - قدوة وإماماً لقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو الله
(١) سورة آل عمران، الآية: ١٥٩. (٢) سورة الشعراء، الآية: ٢١٥. (٣) سورة التوبة، الآية: ١٢٨. (٤) سورة آل عمران، الآية: ١٦٤. (٥) سورة الأنبياء، الآية: ١٠٧. (٦) سورة الفتح، الآية: ٢٩. (٧) سورة الأحزاب، الآيات: ٤٥ - ٤٧.