وقوله:((إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني قد خرجت)) (٢).
ولسُمُوِّ الأناة أحبها اللَّه - عز وجل -، قال - صلى الله عليه وسلم - للأشج:((إن فيك خصلتين يحبهما اللَّه: الحلم والأناة)) (٣).
والرسل - عليهم الصلاة والسلام - هم صفوة الخلق وقدوتهم،
وهم أكمل الناس أناةً وحلماً، وأعظمهم في ذلك وأوفرهم حظَّاً محمد - صلى الله عليه وسلم -.
ومن أمثلة ذلك قصة سليمان مع الهدهد وتثبته وعدم عجلته, قال سبحانه عن ذلك:{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ *لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ}(٤).
فهذا الهدهد من جنود سليمان - صلى الله عليه وسلم - كان غائباً بغير إذن سليمان،
(١) البخاري مع الفتح، كتاب الجمعة، باب المشي إلى الجمعة، وقوله: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}،٢/ ٣٩٠ (رقم ٩٠٨)، ومسلم في المساجد، باب استحباب إتيان الصلاة بسكينة ووقار والنهي عن إتيانها سعياً، ١/ ٤٢٠، (رقم ٦٠٢). (٢) مسلم، في كتاب المساجد، باب متى يقوم الناس للصلاة، ١/ ٤٢٢، (رقم ٦٠٤). (٣) مسلم، في كتاب الإيمان، باب الأمر بالإيمان باللَّه - تعالى - ورسوله وشرائع الدين والدعاء إليه، ١/ ٤٨، (رقم ١٨). (٤) سورة النمل، الآيتان: ٢٠، ٢١.