وإذا جالس قوما ليله مجالسة أهل الأدب ثم جاء الفجر أنشد:
بتنا بأنعم ليلة وألذّها … لو لم تنغّص بالفراق من الغد
وإذا وعده رفيق له بالسفر فى غد أنشد:
لا مرحبا بغد ولا أهلا به … إن كان ترحال الأحبّة فى غد (١)
وإذا تألم من عشيره وصديقه أنشد:
ولي صاحب مرّ المذاق كأنمّا … أضمّ إلى نحرى به حدّ منصل (٢)
وإذا عاتب ذا قرابة له أنشد:
بم استجزت اطّراحى والصّريمة لى … وأنت لحمى وإن لم تدع لى ودمى (٣)
وإذا عاتب من أخلف وعده أنشد:
سألتك حاجة فوعدت فيها … جميلك ثم نمت عن الجميل
وإذا لم يعجبه إنسان أنشد:
قد رأيناك فما أعجبتنا … وبلوناك فلم نرض الخُبُر (٤)[*]
= وهما حيان بينهما فضل لا يخفى إلا على جاهل لا يعرف شيئا. وقال أبو عبيد: يروى عن جابر بن عبد العزيز العامرى» وكان من علماء العرب، أن هذا المثل قاله حمزة بن الضليل البلوى، لروح بن زنباع الجذامى: لقد أفحمت حتى لست تدرى … أسعد لله أكثر أم جذام الميدانى ١٤٧:٢ وثمار القلوب ٢١. وأنشد فى ثمار القلوب للصاحب إسماعيل بن عباد: كتبت وقد سبت عقلى المدام … وساعدنى على الشرب الندام وأسرفنا فما ندرى لسكر … أسعد الله أكثر أم جذام (١) البيت للنابغة الذبيانى، من قصيدته التى مطلعها: من آل مية رائح أو مغتدى … عجلان ذا زاد وغير مزود والرواية المشهورة: «إن كان تفريق الأحبة». (٢) المنصل، بضم الميم مع ضم الصاد وفتحها: السيف. (٣) الاستجازة: أن يعد الأمر جائزا مقبولا. وفى الأصل: «استخرت» تحريف. والصريمة: القطيعة. (٤) الخبر بالضم: الاختبار والعلم بالشئ، وضم الباء للشعر. والبيت فى محاضرات الراغب ١٣٥:١. ومع هو قصة فيه ٨٩:٢.
[*] (تعليق الشاملة): انظر لهذا البيت نهاية الأرب ٢٧١:٤. [أفاده في المستدرك]