قال شيخ الإسلام ابن تيمية×: =ولما كان الإقرار بالصانع فطريّاً كما قال ": =كل مولود يولد على الفطرة+ (١) الحديث_فإن الفطرة تتضمن الإقرار بالله، والإنابة إليه، وهو معنى لا إله إلا الله، فإن الإله هو الذي يعرف ويعبد+ (٢) .
ولهذا فإن المشركين في الجاهلية كانوا مقرين بتوحيد الربوبية مع شركهم بالألوهية.
ومما يدل على ذلك ما هو مبثوث في ثنايا أشعارهم، ومن ذلك قول عنترة:
يا عبل أين من المنية مهربي **** إن كان ربي في السماء قضاها (٣)
وقول زهير ابن أبي سلمى:
فلا تكتُمُنَّ الله ما في نفوسكم **** ليخفى ومهما يكتم الله يعلم
يُؤَخر فَيُوضَعْ في كتاب فَيُدَّخرْ **** ليوم الحساب أو يعجل فينقم (٤)
ولقد بين الله_سبحانه وتعالى_ذلك في القرآن كما في قوله:[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّا يُؤْفَكُونَ](العنكبوت:٦١) .
٢_دلالة الأنفس: فالنفس آيةٌ كبيرةٌ من آيات الله الدالة على ربوبيته، ولو أمعن الإنسان النظر في نفسه وما فيها من العجائب لعلم أن وراء ذلك رباً حكيماً خالقاً قديراً.