وقد تكرر مثل هذا النسق الإعرابي في آيات قرآنية وأحاديث نبوية، منها قوله تعالى:{ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِّنْهُمْ}(المائدة: ٧١)، فقد ألحق علامة جمع الذكور (الواو) بالفعل في قوله: {عَمُوا وَصَمُّوا} مع أن هذا الفعل مسند إلى فاعل ظاهر بعده، وهو قوله:{كَثِيرٌ}، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار»(١).
فهل تراه بقي لطاعن ما يتكلم به وقد عرف أصالته في لغة العرب التي نزل بها القرآن الكريم.
المسألة السادسة: رفع الفعل المضارع بعد (حتى)
قالوا: أخطأ القرآن حين رفع الفعل المضارع بعد (حتى) في قراءة ورش {حَتَّى يَقُولُ والرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ}(البقرة: ٢١٤)، ورأوا أنه لا يصح فيها إلا الفتح، وهو الوجه المشهور عند بقية القراء.
والجواب: إن (حتى) من أعجب كلام العرب لكثرة صور إعرابها، وما تدل عليه في استعمالاتها، فمنها ما هو للعطف، ومنها ما هو للابتداء، ومنها ما هو لغير ذلك، ولكثرة معانيها واستخداماتها في لغة العرب قال أبو زكريا الفراء:"أموت وفي نفسي شيء من حتى"(٢).