ويقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدّم من ذنبه»(٢١٠) .
وكان عليه الصلاة والسلام إذا دخل العشرُ شدََّ مِئْزَرَه وأحيا ليله، وأيقظ أهله» (٢١١) .
ويقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم:«تحرَّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان»(٢١٢) .
وقد خرج عليه الصلاة والسلام ليخبر صحابته رضي الله عنهم بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال:«خرجت لأخبرَكم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فَرُفِعَتْ، وعسى أن يكون خيراً، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة»(٢١٣) .
وقد علّم رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدةَ عائشة رضي الله عنها دعاءً تقوله إن عَلِمت أيَّ ليلةٍ ليلةُ القدر، فقال:«قولي: اللهم إنك عفوٌّ كريم تُحِبُّ العفوَ فاعفُ عني»(٢١٤) .
(٢١٠) تقدم تخريجه بالهامش ذي الرقم (٢٨) . (٢١١) تقدم تخريجه بالهامش ذي الرقم (١٥٠) ، كما تقدم بيان معنى (شد مئزره) ، بالهامش ذي الرقم (١٤٩) . (٢١٢) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها: أخرجه البخاري؛ كتاب: فضل ليلة القدر، باب: تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، برقم (٢٠١٧) . ومسلم - من غير لفظ «الوتر» - كتاب: الصيام، باب: فضل ليلة القدر والحث على طلبها، برقم (١١٦٩) . (٢١٣) أخرجه البخاري؛ كتاب: فضل ليلة القدر، باب: رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس، برقم (٢٠٢٣) ، عن عُبادة بن الصامت رضي الله عنه، ومسلم - مطوّلاً - كتاب: الصيام، باب: فضل ليلة القدر، برقم (١١٦٧) ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وقوله: «فلان وفلان» ، [قيل هما: عبد الله ابن أبي حدرد وكعب ابن مالك، ذكره ابن دحية ولم يذكر له مستنداً] . انظر: الفتح (٤/٣١٥) . ... ومعنى: «فتلاحى رجلان» ، أي: وقعت بينهما ملاحاة، وهي المخاصمة والمنازعة والمشاتمة، وعند مسلم: «يحتقّان» ، أي: يدعي كلٌ منهما أنه محقّ فيما ذهب إليه، وكذلك عنده بلفظ «يختصمان» . وهي مبيِّنة لمعنى التلاحي. (٢١٤) أخرجه الترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: في فضل سؤال العافية والمعافاة، برقم (٣٥١٣) ، عن عائشة رضي الله عنها. قال أبو عيسى (الترمذي) : هذا حديث حسن صحيح.