ورواية (رأيت القمر على الجبل وقد انشق، فأبصرت الجبل بين فرجتي القمر) ورواية (فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما) ، لا تعارض بينهما ألبتة، وكذا رواية (انشق القمر فرقتين، فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه) فإنها قريبة من معناهما.
فلم يبق إلا ما ظاهره التعارض بين هاتين الروايتين (رأيت القمر منشقا شقتين؛ شقة على أبي قبيس، وشقة على السويداء) ، ورواية (فانشق القمر نصفين؛ نصفا على الصفا، ونصفا المروة) .
وهذا ليس فيه إشكال؛ فإن نظر الإنسان يختلف بحسب الزاوية التي ينظر منها، فمرة يرى القمر فوق أبي قبيس، ثم إذا تحرك رآه على الصفا وهكذا، أو هو بحسب اختلاف جهة الناظرين، فبعضهم يراه من زاوية والآخرين من زواية أخرى.