طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) (الإسراء: من الآية١٣) ويخرج له هذا الكتاب فيقال: (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً)(الإسراء: ١٤) ، فيقراه له، ويتبين كل ما عنده. هذا الكتاب المنشور من الناس من يأخذه بيمينه، ومن الناس من يأخذه بشماله من وراء ظهره. أما من يأخذه بيمينه_ أسال الله أن يجعلنا منهم_ فانه يقول للناس (هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ)(الحاقة: من الآية١٩) ، يريهم إياه فرحا ومسرورا بما انعم الله به عليه. وأما من أوتى كتابه بشماله فيقول حزا وقما وهما (يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ)(الحاقة: من الآية٢٥) . ومما يجب الإيمان به في ذلك اليوم: أن تؤمن بالحساب، بان الله تعالى يحاسب الخلائق، كما قال الله تعالى:(وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)(الأنبياء: من الآية٤٧) ، وقال الله تعالى:(فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً)(الانشقاق: ٨) ، فيحاسب الله الخلائق، ولكن حساب المؤمن حساب يسير ليس فيه مناقشة، يخلو الله سبحانه وتعالى بعبده المؤمن ويضع عليه ستره، ويقرره بذنوبه، يقول: أتذكر كذا؟ حتى يقول: نعم، ويقر
بذلك كله، فيقول الله_ عز وجل_ له:((أني قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا اغفرها لك اليوم)) ، وما اكثر الذنوب التي